شهدت الأشهر الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في الحديث عن شكل العملة السورية الجديدة، وسط تسريبات متضاربة، وتوقعات حول تغيير التصاميم، وتعديل رموز السلطة البصرية التي طغت على تصميم العملة السورية خلال العقود الماضية. وبينما تؤكد الجهات الرسمية أن الأمر لا يزال قيد الدراسة، تشير بعض التحركات إلى احتمالات واقعية لطرح إصدارات معدّلة، سواء من حيث الشكل أو جهة الطباعة أو القيمة الرمزية.
في هذا المقال من دوفيز، نستعرض أبرز ما يُتداول اليوم حول شكل العملة السورية الجديد، ونتوقف عند رمزية الصور المستخدمة، وسياق التغيير المحتمل، ومغزى النقلة من وجوه السلطة إلى رموز المجتمع.
ماذا يعني تغيير شكل العملة السورية اليوم؟
عند الحديث عن شكل العملة السورية، من المهم التذكير بأن الورقة النقدية ليست مجرد وسيلة لتسهيل التعاملات المالية. فمن منظور اجتماعي وثقافي، تمثّل العملة انعكاسًا لهوية الدولة، وتُستخدم كأداة رمزية لتثبيت القيم، والرموز، والرسائل السياسية.
ولهذا، فإن تغيير شكل العملة لا يكون قرارًا تقنيًا فحسب، بل هو خطوة تعكس تحولات أعمق، سواء في علاقة الدولة بمواطنيها، أو في الطريقة التي تريد أن تقدم بها نفسها للداخل والخارج.
طباعة خارج روسيا ورسائل ضمنية
في آذار 2025، بدأ الحديث عن إمكانية طباعة العملة السورية الجديدة خارج روسيا لأول مرة منذ سنوات. وتحديدًا في كلٍّ من الإمارات وألمانيا، وفق تسريبات متقاطعة تشير إلى تغيرات في توجهات السياسة النقدية، وربما إشارات رمزية إلى انفتاح خارجي أوسع.
هذا التوجه لا يرتبط فقط بالمكان، بل يفتح المجال أمام إعادة التفكير في شكل العملة السورية، كخطوة تمهيدية لفصل الرمزية النقدية عن الوجوه الفردية، وربما تقديم العملة بلغة بصرية جديدة تحاكي مرحلة مختلفة من التاريخ السوري الحديث.
شكل العملة السورية الجديدة: من صورة الفرد إلى رموز الوطن
ضمن التوقعات المتداولة حول شكل العملة السورية، راجت مؤخرًا أخبار عن إزالة صورة رئيس النظام المخلوع من بعض الفئات النقدية، وعلى وجه الخصوص فئة الألفي ليرة الأرجوانية، والتي ما زالت قيد التداول.
وهذا التغيير المرتقب لا يُقرأ فقط بوصفه تعديلًا في التصميم، بل كمؤشر على تحوّل في الخطاب الرمزي، ومحاولة للعودة إلى رموز وطنية جامعة، بدلاً من التمركز حول وجه واحد أو رمز سلطوي محدد.
الحديث عن شكل العملة السورية الجديدة يفتح أيضًا الباب أمام التساؤل عن إمكانية استبدال الصور الحالية بمعالم تاريخية، أو رموز ثقافية، أو شخصيات أدبية وعلمية تعبّر عن المجتمع السوري بكل أطيافه، وليس عن مركز السلطة فقط.
التصميم الجديد للعملة السورية: ترقب وتوقع
حتى الآن، لم تُصدر الجهات الرسمية أي بيان نهائي حول تغيير شكل العملة السورية، كما لم يُعلن عن موعد طرح إصدار جديد. بل صرّح مصرف سوريا المركزي مؤخرًا أن الأمر لا يزال قيد الدراسة، وأن أي خطوة في هذا الاتجاه ستخضع لتقييم شامل.
من جهة أخرى، تداولت بعض الحسابات أخبارًا حول اعتماد اسم جديد للعملة (مثل “الدينار الأموي”)، أو احتمال استبدال الليرة بشكل كامل. وهي أخبار لم يُؤكَّد أي منها، وتبدو حتى اللحظة أقرب إلى الشائعات من الحقائق.
ومع ذلك، فإن مجرد إثارة هذه الأسئلة، واهتمام الناس بشكل العملة السورية، هو بحد ذاته تطور لافت يعكس حجم التغيرات الرمزية المتوقعة في المرحلة المقبلة.
دلالات تغيير شكل العملة السورية اليوم
في دول عديدة، شكّل تغيير شكل العملة لحظة فارقة في التاريخ السياسي والرمزي.
في العراق مثلاً، تمّت إزالة صور صدام حسين واستبدالها بمعالم وطنية. وفي لبنان، ما تزال الصور المصرفية تعكس هوية متعددة المشارب. فهل ستدخل سوريا في مرحلة تُعيد فيها تصميم عملتها بعيدًا عن الرموز الفردية؟
هل سيحمل شكل العملة السورية الجديدة صورًا من تدمر، أو الجامع الأموي، أو شخصيات فكرية وفنية جامعة؟ أم سيبقى الشكل في حدود التغيير التجميلي فقط؟
الأسئلة مشروعة، والإجابات مرهونة بالقرار السياسي الذي لم يصدر بعد.
سواء تغيّر شكل العملة السورية أم لم يتغير، فإن الحاجة إلى خدمات تحويل موثوقة وآمنة تبقى أساسًا لحياة ملايين السوريين في الداخل والخارج.
في دوفيز، نوفّر لك خدمات تحويل مالي احترافية تشمل:
- إرسال الحوالات من الخارج إلى سوريا بسرعة وأمان
- تحويل داخلي بين المحافظات خلال دقائق
- إيداع مباشر في البنوك السورية
- تداول العملات الرقمية بإشراف موثوق
لأن قيمة الحوالة ليست فقط في مقدارها، بل في وقتها، ووجهتها، وشعور الأمان الذي تمنحه.